¤[ .. سأتركك عـندما تتلامـس يدانا .. Hotarubi no Mori e .. ]¤ مـراجعـة

 

الإسم : Hotarubi no Mori e، الإسم بالإنجليزية : The light of the Fireflies Forest، الإسم بالعربية : نور غابة اليرعات، نور غـابة اليرعات عبارة عن فـلم أنمي ياباني
عرض لأول مـرة فـي صـالات العـرض اليـابـانية سنــة 2011 بالتــحديـد فـي السـابع عــشر مـن فبـراير مـن تلــك السنة، وهو من إنتـاج شـركة الإنتاج الـيابانية Aniplex بالـتشارك
مـع Brains Base، وهذا الفلم من نوع، الدراما والرومـانسية، والشـوجو، بطـبيعة الـحال لا ننسـى أمـر القـوى الخارقة الأمر الغـريب هو أن الـفلم مدته خـمس وأربعون دقـيقة لا

 أكثر،  وبالنسـبة للـسن المسموح بـه مـشاهدة هذا الـفلم، هـي كل الطـبقات العـمرية، فالـجميع مـسموح بـمشاهدته لأنه لا يحتـوي على مشاهـد مسـيئة

 

 

;.

;.

 

  

 

 

 رأيـت دمـعك سائلا على خدودك الحرير، عيناك كأنهما كأس فائضة، بأنقى المياه وأصدقها، وروحـي تـتزعزع مع كل همسـة، سمعت  أنينكِ في العراء وفي وحـدة، فإمتصت أذاني كل أحزانك، كنت اتألم، ولكني أمسكت يدكِ، فأنتِ دائي وأنت دوائي، ورأيت في عينيك الجنة، وشفتاك تتلونان حبا، ومن ثم غادرتِ، هل أنا وحيـد؟، ألم أكن كذلك طوال الوقت؟ ألا أنتمي إلى هنا، هذا موطني، ولكن مماتي سيكون بين ذراعيك، لا تلمسيني، ولكن لا تبتعدي عني، فمنفاي يبعد عنكُ قدما، ولكن لا أستطيع أن أضمك بين ذراعي، هل ستكون أنانية مني إذا إردتكِ لي وحدي، خطوات كبيرة لكنها خفيفة، شعر أبيض، قناع غريب، وخلفه خطوات صغيرة يحملها النسيم، ترقص بين الزهور وأشجار الكرز، يمر الصيف فتتعرى الأشجار وتغير ثيابها، ويأتي صيف أخر، خطوات كبيرة وخفيفة وشعر أبيض، ونفس القناع، خلفه خطوات كبيرة خفيفة كأزهار الكرز، شعر حريري وإبتسامة عريضة. هل سأراك مجددا ؟. هذا القناع لكِ الأن، إرتديه

منذ اللحظة الأولى التي تضع عينيك على هذا الفلم يراودك شعورك بالنوستالجيا والحنين، كيف هذا وأنت لم تشاهد هذا الفلم من قبل، السر هو أن الفريق العامل على هذا الفلم، جله عملوا معا في أنمي سبه، أنمي مشهور ومجبوب من المشاهدين، ألا وهو الناتسومي نو يوجينشو، من الوهلة الأولى يمكن أن ترى التطابق الجلي في الرسم والتحريك والهدوء والسيكنة بين الفلم والأنمي حتى أن الشخصية الرئيسية جين يبدوا تقريبا مطابقا للشخصية الرئيسية أنمي الناتسومي، ولكن صراحة وكرأي شخصي، لا أستطيع تجاهل حقيقة أن الشبه بين الإثنين جلي، ولكنني ومن اللحظة التي بدأت فيها مشاهدة الفلم، إلا وهناك أنمي واحد في ذهني، وأضن أن الكثيرين سيتفقون معي، كون هذا الفلم، يشبه كثيرا الأنمي المعروف والذائع الصيت، موشيشي، صراحة الأعمى وحده لن يلاخظ التقارب الواضح بين موشيشي وهوتاروبي، بمنذ بداية الأنمي نلاحظ نوعا من الهدوء الذي لا نراه سوى في أنميات قليلة كموشيشي الذي توجته ملك الأنميات الهادئة، تلك السطينة التي تبعثك عندما تشاهد هذا الفلم، وتلك الطبيعة الخلابة التي إعتدنا مشاهدتها في موشيشي، تلك الجبال والأشجار ناهيك عن السحر الخلاب لليابان الذي يزفي لمسة سحرية على الفلم، هذا إلى جانب الكائنات الغريبة التي تظهر في كلا الأنميين

والأن نأتي غلى التشابه الأكبر بينهما ألا وهي الشخصية الرئيسية، أولا، كلاهما يسمى جين، وكلاهما شعره أبيض، كلاهما هادئ، وكلاهما يراعيان الأخرين ومحبوبون من طرف الجميع، وكلاهما يعيشان مع مخلوقات غريبة، لذلك لا أستطيع أن أشاهد الفلم وأمنع نفسي من رؤية الشبه مع موشيشي، عموما، كلا الأنميين سواءا موشيشي أو ناتسومي، أعمال عبقرية، ومن المشرف ربط إسم هذا الفلم بهاذين الأخيرين، عموما، هذه كانت أول نظرة لي على الفـلم، العنوان من جهة أحرى، نور غابة الرعات، من أجمل أسماء الأفلان الاي سمعتها، إسم على مسمى، هذا اللإسم يبعث الهدوء والسكينة فيك، ولكن هذا لا يتناقض مع أحداث الفلم، فكل شيء يمر بهدوء حتى أكثر اللحظات حزنا تراهم يضعون موسيقى حزينة لكنها هادئة، هذا ما اعجبني صراحة في هذا الفلم، من دون أن ننسى ذلك الطابع الياباني وأشجار الكرز المنتشرة في كل بقاع اليابان بجبالها الحلابة وبحيراتها الزرقاء، ونسيمها العليل ودون أن ننسى أغانيها وأهازيجها التراثية الدافئة.

 

ندخل الأنفي صلب الموضوع، من حيث القصة فهذا الفلم قصته رائعة جدا، فتاة صغيرة تضيع في غابة سحرية ولا تجد طريقها للخروج، ومن حيث لا تدري يأتي شاب بقناع يتضح أنه روح تسكن الغابة، ليخرجها من هناك، وفي اليوم التالي تعود إليه لتكبر القصة وتتعود الفتاة على الحضور لتلك الغابة كل عطلة صيف، القصة بدأت في الأول بجو رائع من الألفة بين البطلين هوتارو و جين، صديقين من الطفولة، أو على الأقل طفولة هوتارو فقط لأن جين لا يكبر، ولكن مع مرة الوقت، تبدأ مشاعر هوتارو بالتغير، وتبدأ بطرح سؤال واحد، ماذا سيحدث عندما أصبح أكبر مـن جين؟، هذا السؤال أصبح هاجسا بالنسبة لهوتارو، ومع مرور الوقت بدأ جين يرى هوتارو على أساس أنها إمرأة وليست فتاة صغيرة كما في السابق، وتطورت الأمور حتى أصبحت هوتارو فتاة ناضجة في الثانوية، فوقعت تدريجيا بحبه، الأن إذا أطلت في الحدث فسأحرق أفضل جزء في الأنمي ولهذا سأتوقف هنا، لأتأمل جمال وروعة هذا الأنمي الذي جعلني أتكبد عناء الكتابة عنه

المخـرج كانت له فكرة في عقـله، أراد أن يحولهـا إلى فـلم، ويا لها من طريقة لتبد الحياة في أفكار عباقرة، طريـقة تـعامل المخرج مع الفكرة كانت جميلة جدا، في الحقيقة يمكنني أن أعتبر الفلم مجرد سبيشل لأنه قصير جدا 45 دقيقة غير كافية لفعل شيء ولكن فكرة الفلم كانت قصيرة أيضا، فلو زاد في الفلم دقيقة واحدة كان ليكون يطول في أحداثه لا غير، ولو قصر فيه دقيقة لكان شحيح في شحذ فكرته، فالفلم كان بمثابة تجسيد للمثالية العمياة في التعامل مع الوقت بدأ الأمر بصداقة لينتهي بعلاقة حب لم تدم حتى ثانيتين، دمعة وحيدة، وسيل من العواطف الجياشة، ذلك الوداع الذي لم يكن ليكون أكثر مثالية، لربما يقول البعض أن النهاية قاسية ولكنها صراحة كانت لابد أن تحصل، الأمر ليس أن النهاية قاسية أو لا، المسألة هي كيف إنتهى الأنمي، فالطريقـة التي وجد بها المخرج أسئلة لبطلة القصة، جعلت من الفلم أجمل، فلو إنتهى نهاية عادية كباقي الأفلام، نهاية سعيدة، يعيشان معا وتنتهي القصة، فلم يكون هناك داعِ للعمل على الفلم فقط لأنه بهذا سيكون مجرد فلم اخر ينتهي بتلك القصة في خانة بها عشرات آلاف الأفلام مثله سواء أنمي أم لا، ولكن المخرج جعل من النهاية أجمل ما في الفلم، وذلك القناع في النهاية، هوتاروبي نو موري فلم جميل جدا لطيف وخفيف الجو يتركك مبتسما ويجعلك يومك أفضل، لربما يجب عليك مشاهدته في نهاية اليوم لكي تنام بسلام

 

قد يختلف معي الكثير من الأعضاء بسبب كتابتي على هذا الأنمي، لأنه أول قصير جدا، وثانيا، لأن القصة هادئة ولا تستحق الكتابة، الأمر ليس هكذا فأنا عندما قررت أن أكتب عنه لم أكن أنوي أن أكتب عن أنمي كبير وضخم أو فلم رهيب محبوب من الجميع، الأمر فقط أنني كتبت عليه لأنه فلم أعجبني كثيرا وترك فيٌ إنطباعا جميلا جدا، زاد يومي جمالا بمشاهدته، وهذا شيء لا يحدث عادة عندما أشاهد أفلام ماكوتو شينكاي التي تجعلني أكتب عنها لأنها تحف فنية، هذا الفلم ترك في وجهي إبتسامة نادرة، ولا شك أن هذا ما حدث لجميع من شاهده، وبطبيعة الحال وكما جرت العادة فأنا لا أضم بحديثي المتشائمين المترددين الذين شاهدوا الفلم لأن أحدا ما أرغمهم على ذلك، بل من قرر مشاهدة الفلم عن طيب خاطر، وصدقوني إذا أردتم فلم أنمي قصير جميل جدا وخفيف على النفس، عليكم بهذا الفلم، على الرغم من الدراما القوية في أخر مشهد، إلا أنها داراما متفائلة وتفرح المشاهد

حسـنا إذا غلى هنا أكون قد أكملت ما علي من كتابة عن هذا الفلم الذي إستمتعت به حقا، وإستمتعت أكثر في الكتابة عنه، أتمنى أن أشاهد فلما أخر يشبه هذا الفلم وأنصحكم جميعا بمشاهدته عندما يكون لديكم وقت فراغ أو تبحثون في خانة الأفلام، على أي أديت واجبي تجاه هذا الأنمي، ولا أندم على مشاهدته أبدا، لا أقول أن هذا الفلم خارق للعادة إنما كما قلت سابقا، إستمتعت به كثيرا، ولم أندم على الكتابة عنه، لأنني أكتب عن الأنميات التي تجعلني أكتب عنها، وإلى هنا اكون قد أنهيت موضوعي، أتمنى أن تستمتعوا بمشاهدة الفلم، وأتمنى أن تستمتعوا أكثير بقراءة الموضوع، تحياتي لكم، دمتم سالمين

 

 

  

 

 

;