الإهْدَاء / لَيْتَنِي وُلِدتُ فِي زَمَنٍ لا يَعْرفُكِ لـ طِفْلَة تحْتَرِفُ أُسْلُوبَ الغِيابْ !
و عِنْدَما يَأتِي المَسَاءْ ،
تَأْتِي مَعَهُ ضَوْضَاءُ الحَكَايَا
حَنينٌ لَـ وَقتٍ مَضَى
عَامراً بابْتِسَاماتٍ ..
و وُعود و وَصَايا ،
و كُلَّما تَنَاسْيُتُ وجهَكِ
و انْشَغَلْتُ بأَشْياءَ تَافِهَة
أجِدُ وجهَكِ يُومضُ فِي المَرايا
يَاسَيِّدَةَ الغِيَاباتِ الطَّويلَة ،
يَسْألُنِي عَنْكِ المَساءُ و الطَّبيعَة ،
رغوةُ القَهوة
منفَظَةُ السّجائِرْ
آخرُ سيجارَةٍ قَتلهَا الوَقتُ
قُرْبَاناً لـ الخَطيئَة ،
تَسألُنِي عَنْكِ أَوْرَاقُ الخَريفْ ،
حَباّت الحُلمِ المُتسَاقِطَةُ
مِنَ القَدر ،
السّاعَة التِي كَانَتْ تَحسبُ دَقَائقَ اللّقاءْ
و بَاتَتِ اليومَ تَحسبُ
دَقَائقَ النِّسيانْ ،
تَسألُنِي عَنْكِ الكُتب، أوراقِي
قَصَائدِي التِي لَمْ تَقرئِيها يَوماً
و التِي كَانتَ تَعْنيكِ دوماً ..
عِنْدَما يَأتِي المَسَاءُ
أدْنُو لذِكْرَاكِ وَحيداً
أدْنُو ..
لـ رَائحَة عِطركِ ،
لِدَرَجةِ حرَارَةِ الدّفءِ
فِي حضَنك ،
لـ صَوتِكِ حِينَ يَغتالُ فِيَّ
مَا تَبَقَّى مِنَ الأَرَقْ !
عِنْدَما يَأتِي المَسَاءْ
أُحاولُ أن أطْرُدَكِ
أنْفُضَ عَنّي مَا تَبَقّى مِن الذّكْرَى ،
أَهربُ مِنْ خَيْطِ حَضُوركِ المُميتْ !
أَيُّ مَسَاءٍ هُوَ
ذَاك الذِي سَيأتِي خَاوِياً مِنْكِ !
أيَّ نَكْهَةٍ لـ مَسَاءٍ
يَأتِي بِفلْسَفَةِ لا تُطَابِقُ شَقَاوتكِ القَديمة !
أَيٌّ ضَوْءٍ جَديدٍ سَيُشْرِقْ
لَنْ يَشْهَدَ فَوْضَى حُضُوركِ
فِي اللاوُجودْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق